سامي Admin
عدد المساهمات : 520 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: قصيدة تقول العراق لشاعر عبد الحميد الصائح الأحد مارس 08, 2009 6:15 pm | |
| تقولٌ : " العراقْ " | أحسّ ُارتباكَ الحواسْ | دوارٌ وحمّى ونارْ | فمنْ أنتَ . ماذا دهاكْ؟ | ومابي : ليختلطَ الحبُ بالحربِ | والخمرةُ بالدمّ | ان مرّ سمعي العراقْ؟ | تقولُ : العراقْ | وتجهلُ أنّ الذي ينطقُ اسمَكْ | يسميّ مجازاً به كلَّ شيء | وأحسدُها | أن قلباً لها كالجليدْ | وعينين هادئتين | فماً رائجاً لم يجفْ حينَ قالتْ " العراق " | وأحسدُها | لم تطلْ وجنتيها المصائبُ | في الحربِ كانتْ تصفّفُ وردَ الحديقةْ | ْوتُطعمُ نصفَ الرغيفِ الذي قدْ تبقّى البلابلْ | تنظّفُ واجهة َالبيت | وتمضي لعاداتِها كلَّ يومْ | تقولُ : " العراق " | وتجهلُ انّ المقابرَ تهتزُ للصوتِ | والشمسَ تفتحُ فردوسَها في السماءْ | وتنهضُ تلكَ الشوارعُ كلُ الشوارعِ | قائمةً تسألُ الصوتَ : مابه ؟؟ | فتنهضُ هادئةً ... تفتحُ القلبَ | تُخْرِجُ من نبْضِِهِ كلّ تلكَ الرسائلْ | ملايينَ مكتوبة ًبالدماءْ | وتقرأُ واحدةً : | لتُحرِقَ تلكَ المحارقُ كلَّ الحقولْ | ويلعبَ ما يلعبُ الدّمُ في ساحِنا مايُريدْ | ويسودَّ وجهُ الخليقةْ | ويسقطَ نجمُ الخلودْ | وتنهشَ تلك الذئابُ الذي قد تساقط | وتعبثَ ماتعبثُ الريحُ بالأرض | وحدَك وحدَك | تعيدُ الطفولة َللخلق ِثانية،ً للسؤالْ . | ووحدَكَ وحدَكَ | أرضعتَ لصاً حليبَكْ | فاحرقَ ثدييكَ عندَ المساءْ | وارضعتنا وحدَك َالليلَ حتى فُطْرنا | على الركض ِوالحزن ِننزفُ ضوءاً وماءْ . | وتغلقُ تلكَ الرسالةْ | لتفتح َثانيةً | ثم تتلو وخافقُها لامعٌ كالضوءْ | ومازلتُ أحسدُها : | أنّ في سرِّها كلَ ذلكْ | وفي طبعِها كل هذا الهدوءْ |
| |
|