سامي Admin
عدد المساهمات : 520 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: قصيدة المسلم الفارس لشاعر عبد الحميد الصائح الأحد مارس 08, 2009 6:24 pm | |
| (مسلم الفارس- فنان مسرحي عراقي وصديق من مدينة البصرة اختفى قبل الحرب(1991) في ظروف غامضة) | ( يا مسلم الفارس ) | لماذا عدوتَ قبلَ الأوانْ | ولم تُكملِ الخاتمةْ ؟ | لماذا تركتَ البيوتَ التي ضيّفتْكَ | وبردَ الشوارعْ . | ونصفَ الحديثِ . | وأفئدة َاللاهثين الحفاةِ لمحرقةِ الأسئلةْ ؟ | اترقبُ مايحدثُ الآنَ | من شرفة ِالموتِ | ترقبُنا ساخراً ثم تمضي | وتلكَ البيوتُ التي أسكرتْكَ | ونامتْ على صدركَ | احمّرَ تاريخُها في جبينِكْ . | تلمّعُ أحزانُها وجنتيك | أتدري بها : | لم تعدْ غيرَ ذكرى حريقْ | ونهرٍ تعثرَ بالهاربين ؟ | لماذا عدوتَ قبلَ الاوانْ | سرقتَ العراقَ القديمْ | وابقيتَ مرمىً لرعبِ الخرائطْ | لماذا سرقتَ العراقَ القديمْ | سرقتَ المواعيدَ والنومْ | سرقتَ الليالي | القصائدْ | سرقتَ الاغاني | وفي " البصرة ِ" الله ُ يحصي المآذنَ | الُله ُاكبر | مقابرُنا أُقفلت | وتزاوجَ امواتنا أملا بالرجوع | وتلك الطيورٌ تزاحمُ في سيرها الطائراتْ | وتسرعُ | كي تطعمَ العائدين من الموتِ للموتْ | فأينكَ تحصي البكاء | وأينك َ تنشيءُ محكمة للغياب . | وأينك كي تصرعَ الموت َالكأس | الله أكبر | نفتّش عنكَ الاحاجي | نفتّشُ بين الاساطير | بين الحكاياتِ | بينَ العيون لتي أمطرتْ حزنَها | والشوارع ْ | وتلك البيوتُ التي أغفلتها الحرائقْ | ألم ترَ تلكَ الحرئقْ | ألم تر ماذا فعلتَ | وأنت تغيبُ ترافقُ وهماً | وتتركُنا شاحبين | كأسئلةٍ في العيون؟ | تلطخُنا الحربُ | بالفقرِ والموت ِ قبلَ الاوانْ | وتتركُنا نتوسلُ بالمعجزاتْ | عسى الطائرات التي تنزلُ الخبزَ | لاتُحرقُ الجائعين | عسى اللهَ يسعى الينا | كما نحنُ نسعىاليه . | فأينكَ... أينكَ | حتى شكَكنابأنك انت | الذي اختار هذا الغياب . | غياب عن الموت | أم ذا غياب اليه ؟ | فأينك | أينك من الف عام | وتلك الحشود | حشودُ من الحزن تنتظرُ الخاتِمهْ. |
| |
|